الحرب الافتراضية الأولى

خلال سنة، سيكون هناك معركة تكسير عظام بين شركات تدير كوكبا بشريا جديدا، تعداد سكانه مليار ونصف المليار. إنها حقبة الشبكات الاجتماعية التي يتسيدها موقع الـ(فيسبوك- Facebook). فما هي مواصفات السيطرة؟


إذا ما افترضنا وجود كوكب آخر يشبه الأرض، فإن عدد سكانه سيكون كالتالي: 750 مليون إنسان في الـ(فيسبوك)، 200 مليون في (تويتر) 81 مليونا في (نتلوج)، و25 مليونا في (غوغل بلس)، وهي عبارة عن منصات اجتماعية تقوم بتشبيك سكان الأرض. الصراع بين المواقع تلك يحدده مدى ديناميتكها في إضافة قيمة اجتماعية تنتقل افتراضيا إلى الواقع المعاش، وهو ما قام بتأسيسه الـ(فيسبوك) منذ عام 2006 حيث أوجد النموذج الاجتماعي الأول افتراضيا، بعد ذلك تحول إلى نظام اجتماعي ربحي تنمو الشركات داخله في بيئة خصبة بالمستهلكين.

 

عملاق الإنترنت (غوغل) طرح أحدث منصة اجتماعية أطلق عليها مسمى (غوغل بلس) لتعزيز علامته التجارية وريادته في صناعة محتوى الإنترنت، وقد سجل أعلى نسبة نمو في تاريخ شركات الـ(دوت كوم)، حيث سجل 25 مليون مستخدم خلال شهر تجريبي واحد منذ انطلاقة يونيو/ حزيران 2011، وهو رقم احتاج الـ(فيسبوك) إلى 3 سنوات للوصول إليه. بينما دخلت (غوغل بلس) سوق الشبكات الاجتماعية مدعومة بقاعدة بيانات ضخمة من الشركة الأم قوامها 200 مليون حساب إيميل في(جيميل- Gmail)، ما يعني أن كل مستخدم للبريد الإلكتروني سوف يمتلك تلقائيا حسابا في الشبكة الاجتماعية الجديدة.

 

يضاف إلى ذلك، أن (غوغل بلس) قام بتطوير شبكته الاجتماعية بطريقة تعالج عيوب (تويتر) و(فيسبوك)، ليأتي في منطقة بينية مغرية تعالج السلبيات الأقل جذبا للمستخدم مثل عدم الخصوصية في الـ(فيسبوك) ومحدودية عدد الكلمات في (تويتر) وصعوبة استخدامه من قبل العامة. إلا أن (فيسبوك) الذي سوف يصل إلى رقم مليار مستخدم في آخر 2011 له وجود راسخ غير قابل للمنافسة بسبب قاعدة البيانات التي غطت 15% من عدد سكان الأرض، ما يعني أن الطريق ليست ممهدة أمام (غوغل بلس)، بسبب ميل المستخدم إلى الحصول على عنوان واحد رئيسي لشخصيته الافتراضية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولا يميل إلى الفوضى والتشتت بين أكثر من منصة.

 

ففي (وادي السليكون) هنـاك واقعة مؤلمة تجعل المستثمرين يخشون منافسة الـ(فيسبوك)، وهي انهــيار مــوقع (MySpace.com) الذي اشترته شركة (نيوز كورب – News Corp) بمبلغ 580 مليون دولار في عام 2005 وباعته بـ35 مليون دولار في 2011 بعد فشل إدارتها. لذلك، ستكون هناك معركة تكسير عظام خلال السنة المقبلة بين العملاقين (غوغل) والـ(فيسبوك).

 

في المقابل، هناك شخصية المستخدم الذي سوف يطرح سؤالين عندما يريد أن يستخدم شبكة اجتماعية ما لتكون شبكته “الرسمية” هما: لماذا ومن؟ لماذا أريد أن استخدم شبكة اجتماعية دون غيرها، ومن هم الأعضاء الذين أريد أن أتواصل معهم اجتماعيا من خلال هذه الشبكة. الاجابة عن هذين السؤالين تحدد هوية الشبكة التي سينتمي إليها المستخدم. هذان السؤالان لن تطرحهما العلامات التجارية التي سوف تستوطن في كل المنصات الاجتماعية مهما كان درجة الإقبال عليها ضعيفا أو قويا. فقواعد التواصل مع المستهلكين يحتم على إدارة التسويق أن لا تفوت فرصة في أي مكان خصب افتراضيا.

 

قد يخفى على الكثير من سكان هذه العوالم الافتراضية كل الخدمات التي توفرها هذه الشبكات، والبعض لا يعرف ما في هذه الشبكات من خدمات إلا الأمور الأساسية، مثل وضع الصور والتحديثات والفيديوهات والمشاركة، وهي أمور مشتركة بين كل الشبكات الاجتماعية بلا استثناء، ولكن يبقى صراع الشبكات مع ذاتها هو كيفية الابتكار في جعل المستخدم يعرض ويتلقى المحتوى الذي يريده.

 

وبمقارنة سريعة، تبدو الشبكات الاجتماعية متقاربة إلى حد كبير في خدماتها، فـ(توتير) مع تدني قابلية الاستخدام بسبب صعوبته للمستخدمين العاديين، يتيح للأعضاء تحديث حالتهم من خلال مجموعة من الكلمات، ويتيح للأعضاء متابعة بعضهم بعضا، وقد نجح دائما في أن يكون العلامة الأبرز من خلال الأحداث السياسية الساخنة ابتداء من إيران، وانتهاء بالثورات العربية. أما الـ(فيسبوك) فإنه يتمتع بخصوصية أقل، ويتيح للأعضاء مشاركة عدد لا محدود من المحتوى، وكذلك (غوغل) ولكن مع خصوصية أكثر وقابلية لتحديد الأصدقاء في دوائر خاصة، وإمكانية إجراء الدردشة مع 10 أشخاص في وقت واحد.

 

أما الاختلاف الوحيد فلدى شبكة (نتلوج)، حيث تسمح الشبكة باختيار مربعات، كل مربع به تحديثات الأصدقاء من نوع معين، فالصور لها مربع خاص والفيديوهات كذلك وغيرها. لذلك، يبقى التنافس الوحيد هو في مجال ابتكار منتجات داخل الشبكات الاجتماعية تزيد من ولاء المستخدم، مثل تطبيقات سهلة لتحرير الفيديو والصور، وهي منتجات غير موجودة حتى الآن في أي منصة اجتماعية.

.

موقع فوربس الشرق الأوسط

بقلم هشام محمد

شارك هذه المعلومات مع غيرك...Share on Facebook0Share on Google+0Tweet about this on TwitterShare on LinkedIn0
 

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*



*